من الروضة إلى الثانوية... الإمارات تضع الذكاء الاصطناعي في قلب التعليم
-1750676089.png)
في خطوة رائدة نحو تعليم يُواكب المستقبل، تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح أول دولة عربيّة، ومن القلائل على مستوى العالم، تُدرج الذكاء الاصطناعي (AI) كمادة دراسيّة رسميّة في جميع المدارس الحكومية، وذلك اعتباراً من العام الدراسي 2025–2026.
هذه المبادرة الاستراتيجية ستُرسّخ تعليم الذكاء الاصطناعي ابتداءً من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، ما يضمن أن ينشأ الجيل القادم ليس فقط على استخدام التكنولوجيا، بل على فهمها والمساهمة في تشكيلها.
بناء جيل من المبرمجين الأخلاقيين، والمفكّرين النقديين
المنهج الدراسي يتجاوز أساسيات البرمجة التقليدية. ووفقًا لتقرير The National News، سيشمل البرنامج وحدات تعليمية حول:
-
البيانات والخوارزميات
-
مبادئ تعلّم الآلة
-
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيره المجتمعي
-
حل المشكلات الواقعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
من خلال تقديم هذه المفاهيم في سن مبكرة، تهدف الإمارات إلى تنشئة جيل يتعامل مع التكنولوجيا بثقة ووعي نقدي، وليس بخوف أو تردّد.
شراكات رئيسيّة تقود المبادرة
تعاونت وزارة التربية والتعليم مع عدد من أبرز الجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذا الطموح، من بينها:
-
Presight AI، شركة تحليل بيانات تابعة لمجموعة G42
-
AI71، الشركة الوطنية للذكاء الاصطناعي في الإمارات
تُساهم هذه المؤسسات في تصميم منهج تفاعلي، متطور، ومرتبط بتطبيقات واقعيّة تشمل الزراعة الذكية، الأمن السيبراني، وغيرها من المجالات.
معيار إقليمي في محو الأمية التقنية
هذه الخطوة لا تُعتبر مجرد توجه مستقبلي، بل تمثل أساسًا جديدًا في البنية التعليمية. بينما تكتفي بعض الدول بطرح أفكار حول التحول الرقمي في التعليم، اختارت الإمارات التنفيذ.
فدول مثل المملكة المتحدة والصين حققت تقدمًا في تدريس مفاهيم الذكاء الاصطناعي، إلا أن خطة الإمارات للبدء منذ مرحلة رياض الأطفال تُعد غير مسبوقة من حيث العمق والشمول.
من خلال دمج الذكاء الاصطناعي كمادة أساسية، تُمكّن الدولة شبابها من المنافسة والابتكار والقيادة في اقتصاد عالمي يحرّكه الذكاء الاصطناعي.
وكما أوضحت اليونسكو، فإن تعليم الذكاء الاصطناعي في سن مبكرة يُعد من أهم محركات التنمية الرّقمية الشاملة، وتُثبت سياسة الإمارات أن القيادة الإقليمية لا تعني فقط التبنّي، بل تعني الابتكار النشط.
وجهة نظر: لماذا هذه الخطوة مهمة؟
نعتبر أنَّ هذه المبادرة تمثّل محطّة مفصليّة في مسيرة التعليم والتكنولوجيا في المنطقة، وبصفتنا شركة تطوير برمجيات متخصّصة في الحلول التقنية والذكاء الاصطناعي للقطاعين الحكومي والخاص، نؤمن أن قوة الذكاء الاصطناعي الحقيقية لا تكمن في الأدوات، بل في العقول التي تستخدمها.
من خلال تعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي منذ الصغر:
-
ينمو الأطفال بعقلية رقمية صحيّة
-
تصبح مواهب المستقبل محلّية ومتجذّرة
-
يتحول الابتكار في القطاع العام إلى نموذج ذاتي ومستدام ومتوافق مع الثقافة
الهدف أبعد من مجرّد تدريب الطلاب على وظائف المستقبل، بل مساعدتهم على تخيّل هذا المستقبل وبنائه بأيديهم.